يتعانق الليل و الفجر
كعاشقين
فيذوب الليل.. شوقاً
و حبّاً
و هياماً
يذوب حالما تلامسه خيوط النورالمبعوثة
من أجمل نجمٍ على الإطلاق
الشمس
تلك الحسناء النائمة خلف مسافاتٍ بعيدة
تقدّر بآلاف بل ملايين السنين الضوئية
تصهر الليل بخيوطها النّورية
و دلالها النادر
و يتهدهد البحر كطفل رضيع كلما لامسته بضوئها الساحر
و تغرّد البلابل بحبور و فرح كلما غسلت أعينها بنورها الباهر
تلك الشمس الجميلة
تشبه أمّي
هادئة.. دافئة.. جميلة.. و حنونة
تُشْرِقْ فَيُبْعَثُ معها الأمل
تَنام.. فتنام على صدرها أحلامنا الصغيرة و كلّ أمانينا
فنُصْبِحُ سُعَداء
أُمّي.. شَمْسُ بيْتِنا الواسِعْ
تُرْسِلُ دعواتها بلطفٍ و سريةٍ تامّة
فتخرج أحلامنا الصغيرة من بيوضها بعد وقت قصير
فنشكر الله كثيراً.. و ننسى أن نشكُرُ أُمّي
.
عندما أهديتها ذلك العقد
بمناسبة تحقق أحَدَ أحْلامي الجميلة
ابتسمت بحنان
فاشرقت شموسي المختفية منذ زمن
و ولدت من أرحامها نُجوماً صغيرة
تَرَكَت في وجهي
علامات جمال لم تفتَأ تَبْزُغ فيّ كلما ابتسمت
و منذ ذلك الحين و أنا أرى ذلك العقد الصغير
معلّقٌ في رقبتها.. يَشُعُّ حبّاً و جمالاً
فقط لأنه معلق في رقبتها هي..
.
عندما أخْبَرتُها ذات يومٍ أ صديقاتي لا يفتأن يتكلّمن عن جمالها
سَعِدَتْ للحظة
ثم عادت لتواضُعِها الخلّاب
.
أمّي زهرة اللوتس..لا تتوقّف عن التخطيط لمستقبلنا
و نصحنا
حتى أخي الذي غدا أباً.. و أختي التي غدت أمّاً
لم تزل أمي تراهما صغيرين بحاجة للنصح والإرشاد
بين فينة و فينة
و لم أزل أنا الأخرى
طفلة في عينيها
لا تفتأ تخشى أن تُجْرَحُ مشاعري
أو أن أبْكي مساءً في سريري بعدما ينام الجميع
فهي تعلم أنني حسّاسة و كتومة
مثلها تماماً
.
أمّي.. فلقة القمر
لا تَخَفْ من البوح لي بكنوناتها
لأنها تعلم أنني لا أثرثر كثيراً
و أنني أكثَرُ هدوءاً و جميع إخوتي
.
أمّي .. نجمة قلبي
هي الأقرب لروحي..لأنها تتكلم دوماً فيما افكّر فيه
فكلما ركِبْتُ بجانبها في السيّارة و فكّرتُ بداخلي بأمرٍ معيّن
أجِدُها
بعد لحظات تتحدّث في نفس ذلك الأمر
لا أعلم إن كان ذلك توارداً لخواطرنا
أم سِحْرٌ جَمَعَ بَيْنَنا
.
أمّي.. شجرة الكَرَز
أعتذر لأنني لم أتحدثُ اليوم كثيراً
و أعتذر لأنني مَرِضتُ فحال النوم بيني و بينك طيلة اليوم
و أعتذرُ دوماً لوقاحتي و غبائي
و أحِبُكِ
كثيراً.. كثيراً